من وحي السُنّة

من وحي السُنّة: قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة )       ***       قال صلى الله عليه وسلم : (والله ما الفقر أخشى عليكم ، ولكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا ، كما بسطت على من كان من قبلكم ، فتنافسوها كما تنافسوها ، وتهلككم كما أهلكتهم )       ***       قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه.) .

27 مارس، 2010

الوقت كالسيف ...


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ فترة طويلة وأنا منقطع عن التدوين نوعاً ما، وبقول إني مشغول، ودي فعلاً حقيقة إنني لدي أشياء كثيرة احتاج إلى الإنتهاء منها، ولكن خلال هذه الفترة ( فترة الإنشغال ) تدبرت موضوع خطير جداً، ألا وهو ... أهمية الوقت.

الموضوع ممكن تحس إن تقليدي، بس هحاول أتكلم من زاوية أخرى قد تكون مختلفة نوعاً ما.

ولكن في البداية يجب أن أبدأ بالمعتاد، وهو ذكر بعض الأدلة على أهمية الوقت، فيكفيه أهمية قسم الله تعالى به في أكثر من موضع في القرآن مثل: والضحى، والفجر، والليل، وغيرهم من مواضع القسم في القرآن بألفاظ مختلفة كلها تعبر عن الوقت.

ويأتي بعد ذلك كلام النبي صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث أيضاً عن أهمية الوقت منها:
" لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيم أفناه ؟ وعن علمه ماذا عمل به ؟ وعن ماله من أين اكتسبه ، وفيم أنفقه ؟ وعن جسمه فيم أبلاه ؟"
 
" اغتنم خمسا قبل خمس : حياتك قبل موتك ، و صحتك قبل سقمك ، و فراغك قبل شغلك ، و شبابك قبل هرمك ، و غناك قبل فقرك"
 
" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ"

وأخيراً فهناك من أقوال الناس مثل" الوقت كالسيف، إن لم تقطعه قطعك"

طبعاً الكل هيقول: "كلنا يعلم أهمية الوقت"... بس للأسف الكلام ده غلط !!!
إحنا بس عرفين الكلام عن أهمية الوقت ( زي الكلام إللي ذكرته في أعلى )، وفرق كبيير أوي بين الوضعين، فكثير منا قرأه وقرأ ما هو أكثر منه بكثير عن أهمية الوقت، ولكن ينقصنا ما هو أهم، وهو تطبيق هذا الكلام بالفعل في حياتنا.

إللي أنا فعلاً وجدته خلال الفترة السابقة، هي إن الواحد مننا مابيحسش بقيمة الوقت إلا لما يحتاجله ويتزنق فالوقت، بمعنى طول ما الواحد فاضي وموراهوش حاجة... ولا حاسس بالدنيا أصلاً يوم ورا يوم يعدي ومش فارقة حاجة ومش حاسس بتفلت الوقت من يديه، لكن أول ما يكون فيه حاجة معينة عايز ينجزها... يبدأ فعلاً يعرف إن في حاجة أصلاً أسمها وقت.

وعشان الكلام يبقى منظم شوية ومقعدش ألف ودور، وكمان حتى لا يطول الكلام، هتكلم من خلال نقاط سريعة هجمع فيها الأفكار إللي تجمعت في رأسي عن هذا الموضوع:

1.  العمر ينقص ولايزيد:
دي أهم حاجة الواحد مفروض يحطها أمام عينيه، إن عمره محسوب ومقدر له، وكل يوم يمر عليه فهذا نقصان في ما بقي له، يعني لازم تعرف إنك لو أجلت حاجة لبعديين.. ممكن متلحش تعملها لأنه ممكن يكون مفيش بعدين عندك.
عشان كدة لازم الواحد يفضل دائماً أمامه هدف وغاية، هدف عام على مستوى حياته كلها ( وطبعاً ليس هناك هدف لنا جميعاً خلال الحياة أكبر من الجنة )، وهدف أو عدة أهداف أخرى خلال حياته الدنيا يحققها واحد تلو الآخر.

2. الهدف والغاية أساس أستغلال الوقت:
ودي من الحاجات الأساسية إللي قفزت لدماغي القترة السابقة، بمعنى إنك طول مأنت معندكش هدف معين عايز توصل ليه وتحققه، أعرف أتوماتك كدة إن وقتك ضايع 100%، لأنك ببساطة طالما مفيش هدف قدام عينيك عايز توصله فبالتالي مش هتحاول تعمل حاجة معينة، وإنما هتقعد تتنطط من حاجة للتانية من غير ما تحقق أي حاجة أصلاً، يعني مجرد بتضيع وقت أو زي ما بيقولوا "أدينا بنتسلى".

3. الوقت كتير بس أنت جرب:
والكلام ده مش عكس النقطة الأولى ولا حاجة، بس ده المقصود به الناس إللي عايزة تعمل حاجات كتير بس حاسة إنه مفيش وقت يكفي واليوم قصير وكلام من ده، وه غالباً بيجي بعد النقطة السابقة، فبعد ما حدد هدف، وجد إنه يحتاج لعمل أشياء كثيرة في نفس الوقت، ولكنه حاسس إن اليوم مش هيكفى لكل ده، فيحبط ويقعد من غير ما يعمل حاجة فيهم، وده أقوله، جرب بس ومع التجربة خش على النقطة التالية.

4. التنظيم ثم التنظيم:
و النقطةدي الواحد لازم يحطها في أعتباره بدرجة كبيرة، لازم تنظم نفسك، لقيت حاجات كتير لازم تعملها، أوك مفيش مشكلة، أقعد مع نفسك شوية صغيرة كدة وحاول ترتب الأعمال دي وتوزعها على اليوم الواحد أو على مدار الأسبوع حسب دماغك وأهمية الموضوع.
مش هقولك حدد لكل حاجة فيهم بالورقة والقلم من الساعة كذا للساعة كذا، لأن كدة كلكعة على الفاضي، ولكن على الأقل حط الفترة الزمنية، يعني الموضوع الأول هعمله في الفترة بين الظهر والعصر، والتاني بعد العصر، وكده يعني.

5. واحدة واحدة:
بمعنى تدرج في استغلال الوقت، يعني واحد قاعد بقاله كتير مبيعملش حاجة ووقته كله فالهوا، لو جه مرة واحدة وحط حاجات كتير أوي هيلاقي نفسة اشتغل كام يوم كدة وبحماس شديد، بس للأسف بعد كدة هيقع وهيلاقي نفسه رجع كما كان، فالتدرج مطلوب بشدة في هذا حتى لا نمل.

دي كانت الأفكار الأساسية إللي تجمعت عن هذا الموضوع في دماغي خلال الفترة السابقة، وإللي فعلاً حسيت فيها بكلام النبي صلى الله عليه وسلم : " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ"، بجد والله إحنا مش حاسين بقيمة الوقت ولا بمدى استهتارنا به، ولو كل واحد قعد مع نفسه وشاف بيعمل إيه خلال اليوم، هيعرف إنه غالباً... مابيعملش حاجة.