من وحي السُنّة

من وحي السُنّة: قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة )       ***       قال صلى الله عليه وسلم : (والله ما الفقر أخشى عليكم ، ولكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا ، كما بسطت على من كان من قبلكم ، فتنافسوها كما تنافسوها ، وتهلككم كما أهلكتهم )       ***       قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه.) .

08 نوفمبر، 2010

خواطر مع بدء ذي الحجة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،

بدأ الشهر الكريم المبارك، شهر ذي الحجة العظيم، لتهب معه نسائم الرحمات علينا، رحمة وفضل من الله الكريم المنان.
ومع بداية الشهر الكريم، ومن قبله بفترة، تتوالى علىّ عدة خواطر وأفكار، أحببت تدوين بعضها ومشاركتها معكم، في ثلاث أو أربع خواطر متفرقة قليلة وموجزة غير مملة.

1. كن له إبراهيم، يكن لك إسماعيل (عليهما السلام):-

في خطبة الجمعة إللي فاتت، ومما ذكره الخطيب الحديث عن سيدنا إبراهيم - عليه السلام - وقصته مع ولده إسماعيل - عليه السلام -، ومش عارف إيه إللي فكرني بقصة سمعتها - على ما اعتقد كانت من الشيخ محمود المصري - إن راجل حب يشوف حب أبنه ليه ومدى طاعته له، فقاله إنه حلم إنه بيدبحه، طبعاً أنا مش فاكر القصة بالظبط لأنها كانت من زمان، بس الواد يا إما شتم أو قال ده مجنون أو حاجة زي كدة، المهم إن الشيخ قال ساعتها، لو عايز ابنك يكون زي سيدنا إسماعيل - عليه السلام - فلازم تحاول تكون أنت زي سيدنا إبراهيم - عليه السلام  - الأول.

ودي فعلاً نقطة جميلة، وإستفادة عظيمة من قصة سيدنا إبراهيم وولده إسماعيل - عليهما السلام - وقلما تحدث عنها أحد، وهي إنك ماتتوقعش من إبنك إنه يكون في قمة البر بك وبأمه وقمة في الأخلاق مع الناس، وأنت أصلاً لم تحسن تربيته، ولم تكن له قدوة في تعاملك مع الناس، أبنك أنت مسئول عنه منذ ولادته، ولازم تحسن في تربيته من البداية، ونركز مع بعض على البداية دي، لأن كتيير من الناس يكون أبنه بيعمل حاجة غلط ولا كدة وكدة، ويقولك سيبه يعيشله يومين... سبحان الله، هو مينفعش يعيش اليومين دول إلا بالغلط، طب أنت واخد بالك أنت بتقول إيه، سيبه يعيش يومين، يعيش على الغلط، يعني كأنك بتقول سيبه يعصي ربه يومين، وبعدين هينصلح حاله، طب افرض يا أخي إنه مات قبل ما يخلص اليومين إلي كان بيعيشهم، هتقول لربنا إيه لما يسألك سبته ليه يعصاني وأنت مسئول عنه و كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته"؟؟
والمهم إن نفس الأب ده إللي ترك الولد والبنت يعيشوا يومين، وساب البيت يمشي على حاله، يرجع يقول الولد باظ، الواد بيبجح في وشي، الواد رفع إيده عليا، الواد... الواد... الواد....... ضيعت حقه فلم يعطيك حقك.
سيدنا إبراهيم لما جاله الشيطان يثنيه عن تنفيذ أمر الله، رجمه سيدنا إبراهيم - عليه السلام - ، وبس كده؟ لا، كمان زوجته وولده رجموه لما ذهب لهم، لييه؟ لأن سيدنا إبراهيم - عليه السلام - لم يصلح من نفسه فقط وقال هما منهم لنفسهم أو إلي بينصلح بينصلح لنفسه أو ما شابه، وإنما أسس الأسرة بأكملها على طاعة الله فكانت النبتة الصالحة.

أنت كمان، هتكون زي سيدنا إبراهيم - عليه السلام - وتصلح من أسرتك، وتربي أبنك على الطاعة، وتكون أمامه قدوة لما تقول، هتلاقي منه مثل ما لاقى سيدنا إبراهيم من ولده إسماعيل - عليهماالسلام -، وغير ذلك، فلا تلومن إلا نفسك.

2. حج معهم وإن لم تذهب:

بجد بجد نفسي أحج، اللهم أرزقني الحج والعمرة، آمين.
شوق رهيب وكبير جداً بدأ يتمكلني للذهاب للحج أو العمرة، نفسي أروح في أقرب فرصة، وأرجوا الله أن تكون قريبة.
بس لحد ما ربنا ييسر الموضوع، ياترى ممكن نكون معاهم هناك زي ما بيقولوا مشاركة وجدانية؟


لو نفتكر حديث غزوة تبوك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع من غزوة تبوك ، فدنا من المدينة ، فقال : ( إن بالمدينة أقواما ، ما سرتم مسيرا ، ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم ) . قالوا : يا رسول الله ، وهم بالمدينة ؟ قال : ( وهم بالمدينة ، حبسهم العذر ) .رواه البخاري.


إذن هم أناس، لم يستطيعوا الخروج معهم لعذر ما، ولكن كانت نيتهم صادقة في الخروج في سبيل الله لو استطاعوا ذلك، فكتب لهم مثل ما كان للمجاهدين.
يبقى أهم حاجة لازم نأكد عليها ومن دلوقتي، النية، نعقد النية ومن دلوقتي على الحج والعمرة، نية خالصة صادقة لوجه الله إننا نذهب للحج أو العمرة أول ما يتوفر لنا المقدرة على ذلك.


وبعدين لحين تيسير ذلك، وإلى جانب النية الصادقة، في أعمال لها ثواب كثواب الحج، أنقلها لكم من موقع صوت السلف:

1- أن يذهب المرء إلى المسجد لحضور درس علم أو ليُعلـِّم علمًا؛ ففي الحديث: (مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لا يُرِيدُ إِلا أَنْ يَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يَعْلَمَهُ، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجٍّ تَامًّا حِجَّتُهُ) (رواه الطبراني في الكبير، وصححه الألباني).

2- أن يذهب المرء إلى المسجد على وضوء؛ ليصلي فيه المكتوبة؛ ففي الحديث: (مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إِلَى صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ وَمَنْ خَرَجَ إِلَى تَسْبِيحِ الضُّحَى لاَ يُنْصِبُهُ إِلاَّ إِيَّاهُ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ) (رواه أبو داود، وحسنه الألباني).

3- أن يصلي المرء في المسجد صلاة الصبح في جماعة، ويمكث في المسجد يذكر الله -تعالى- حتى تطلع الشمس، ثم يمكث حتى يصلي ركعتي الضحى؛ ففي الحديث: (مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني)، وفي رواية: (من صلى الصبح ثم جلس في مجلسه حتى تمكنه الصلاة كان بمنزلة عمرة وحجة متقبلتين) (رواه الطبراني في الأوسط، وصححه الألباني).
انتهى النقل.


مع ملاحظة طبعاً أن هذه الأعمال لها من الثواب مثل ثواب الحج، إلا أنها طبعاً لاتسقط الفرض.

3. عودة لسيدنا إبراهيم - عليه السلام - وقصة الذبح:

عودة مرة أخرى لقصة سيدنا إبراهيم - عليه السلام -، وعند نقطة ذبحه أو بمعنى أصح شروعه في ذبح أبنه، إزاي إنه مستعد لتنفيذ أمر ربه حتى ولو كان في قتل فلذة الكبد، ونرى من خلال هذا الإمتثال العجييب لأوامر الله ليس فقط الطاعة المطلقة لله، وإنما نستشف منها الثقة المطلقة بالله.

أيوة الثقة، وده شيء قليل أوي عندنا إلا من رحم الله، فنجد في موقف سيدنا إبراهيم - عليه السلام- إنه عنده ثقة لا نهائية بالله وأن الله لا يأمره بشيء إلا وفيه الخير له والمصلحة، حتى وإن كان الظاهر له منها أن بها من الشر الكثير.

ويا ريت نلاقي في نفسنا ولو قليل القليل من هذه الثقة في الله، وأن طاعته هي مفتاح النجاة، وأن أوامره ما شرعها ولا أمر بها إلا لصلاح الناس جميعاً، حتى وإن كنا لا نرى نحن هذه الخير، ولكن نثق تمام الثقة في أن الله لن يضيعنا أبداً ما دمنا في طاعته.

أكتفي بثلاث خواطر، وكل سنة وأنتم طيبين، ولا تنسوا الصيام والإكثار من الأعمال الصالحة وأخيراً اترك لكم هذه الروابط:


2 اكتب تعليقك... فرأيك يهمني:

سكندري يقول...

عود حميد يا مختار

خواطر جميلة جداً

عجبني جداً جملة "كن له كإبراهيم يكن لك كأسماعيل"
و الموضوع ده انا كنت كاتب عنه في المدونة حاجة شبيه بكلامك شوية
ابقي قول لي رأييك فيها برضه

http://sacandary.blogspot.com/2010/08/blog-post_8527.html

و كنت قريت مقال قبل كده للدكتور "مصطفي محمود" بيقول فيه معني شبيه و لكن علي الزوج و الزوجة
كان بيقول:-
أن أردت أن تكون لك كخديجة(رضي الله عنها) كن لها كمحمد ( صلي الله عليه و سلم)
و ده حقيقي الكل عايز الناس تبقي معاه كويسة و هو أصلاً عليه مسؤليات أكبر و أنه هو لازم يبقي كويس
ربنا يرزقك العمرة & الحج يا مختار
و الزوجة و الذرية الصالحة كمان (:

و كل عام و أنت بخير دائماً

Ahmad M. Mokhtar يقول...

@ سكندري:
جزاك الله خيراً يا قصص.

فعلاً ناس كتير عايزة كل إللي حواليها يتغيروا ويكونوا بلا أخطاء دون النظر في أحوالهم الشخصية ومحاولة التغيير من أنفسهم.

جزاك الله كل خير على الدعوات الحلوة دي، وإن شاء الله لك بمثل ما دعوت لي.

وإن شاء الله اقرأ تدوينتك وهتلاقي ردي فيها.